أنا باقٍ في هذا الكرسي
هوَ عندي أغلى من روحي
هوَ عندي أغلى من نفسي
هوَ عندي أغلى من جسدي
لن يأخذَهُ أبداً مني
إلاّ ولدي
أنا إن فرَّطتُ بهِ يوماً
كيفَ سأصبحُ.. كيفَ سأمسي
أنا أوْلى من قيصرِ روما
أنا أوْلى من كسرى الفرسِ
لو صارَ الدمُ حتى الرُكبِ
لو عاداني كلُّ العربِ
أنا باقٍ.. ومحالٌ هربي
عجبي من ثورتِهم.. عجبي
لن أتنحّى.. لن أتنحّى
مهما الشعبُ الثائرُ ضحّى
حتّى لو زلزلتِ الأرضُ
الرفضُ جوابي.. الرفضُ
إلاّ أن يأتيَني أجلي
وأصلّي في كلِّ صباحٍ
وأصلّي في كلِّ مساءٍ
ألاّ يدنو مني أجلي
ما من أحدٍ.. يجرؤُ يوماً
أن يخرجَني من فردوسي
ما من أحدِ
من حاولَ سوفَ أزجُّ بهِ في السجنِ..
إلى أبدِ الأبدِ
أو آمرُ أن يُدفنَ حياً
أو أشنقَهُ في الحالِ.. بحبلٍ من مسدِ
هذا قصري.. هذا مُلكي
هذي بلدي
وأنا لا يشبهُني أحدٌ
في قوّةِ أعصابي.. في صبري
في جَلَدي
أنا ديموقراطيٌّ حكمي
شعبي لا ينسى أفضالي
أفعالي تسبقُ أقوالي
وأنا معروفٌ بالحزمِ
أحكامي وفقَ الدستورِ
كُتبت بحروفٍ من نورِ
أنا جمهوري
إن قلتُ فعلتُ.. أنا رجلٌ
لا أكذبُ لستُ بطرطورِ
لستُ بمأمورٍ مأجورِ
هذا أنا.. هذا تاريخي
هذا عهدي.. هذا إسمي
وأنا لا أسرقُ من شعبي
أتبرّعُ دوماً من جيبي
ويسيرُ على دربي حزبي
وأصلي الخمسَ.. أصومُ..
أزكّي أموالي.. أُرضي ربّي
وعلى ما قسمَ اللهُ رضيتُ
بأكلي طوعاً وبشربي
وأنا مغوارٌ في أيامِ السلمِ..
وأيامِ الحربِ
قد أقسمَ شعبي بحياتي
أن يفرشَ دربي بالأزهار
ليلاً ونهار
ويضيءَ مداهُ بالحبِّ
فلماذا الفوضى والشغَبُ
ولماذا ينتفضُ العربُ
لا سببٌ أبداً.. لا سببُ
إن قالوا العكسَ.. فقد كذبوا
كذبوا كذبوا كذبوا كذبوا